السمنة لدى الأطفال
على الرغم من أن
السمنة وزيادة الوزن أمر يقلق المتخصصين لارتباط السمنة بالعديد من المشاكل الصحية إلا أن الأمر المقلق حقا هو البدانة أو زيادة الوزن لدى الأطفال حيث تؤثر بشكل كبير على صحتهم في المستقبل القريب
الطفل البدين هو الذي يزيد وزنه 20% عن المعدل بالنسبة لطوله، وهناك نوعان:نوع يظهر في السنوات الخمس الأولى، ونوع يظهر مابين سن9 و11 عاما.السمنة لدى الأطفال
النوع الأول
يبدأ في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل وخاصة في السنة الأولى، إذ أن بعض الأطفال يولدون مع وزن يتعدى المعدل 3500- 4500 غراما. فالطفل البدين هو الذي يأكل أكثر مما يجب، وذلك نتيجة لأسبـــــــــــــاب عديدة نذكر منها:
• نفسية الأم المضطربة التي تخشى على طفلها من ضعف وزنه، لذلك تكثر من إطعامه بشكل أكثر من الكمية التي حددها لها الطبيب من مادتي الحليب والدقيق، ظنا منها أن الوزن الزائد يساعد الطفل على مقاومة المرض في حال أصيب به.
• ومن الأسباب أن الأم أيضا تجد ابن الجيران، والذي هو من نفس عمر ولدها، أسمن من طفلها، لذلك تعمل بكل جهدها حتى يصل وزن طفلها إلى نفس وزن ابن الجيران، ولكن ما لا تعلمه الأم أن الطفل البدين يتأخر في الجلوس والوقوف والسير، وهو معرض أكثر من سواه للإصابة بالأمراض، والى جانب ذلك نجد الطفل البدين قليل الحركة.
النوع الثاني
وهو عادة ما يحصل مابين 9 سنوات و 11 سنة، وهنا العامل النفسي يلعب دورا مهما:
ومن أسباب البدانة، موت احد الأقارب، ولادة أخ جديد، تغيير المدرسة، حالة الطفل مع رفاقه وعدم انسجامه معهم، مشاكل منزلية بين الطفل وأهله، تمييز الأهل بين الطفل وأخيه، الأمر الذي يسبب الكآبة للطفل كذلك، بعض الأمراض كالتهاب المفاصل الحادة، أو بعض العمليات الجراحية كاستئصال اللوزتين.
وفي معظم الحالات، يحاول الطفل أن يتهرب من هذه المشاكل وان ينساها ويتلهى عنها بالأكل، ومع الوقت يصبح الأكل عادة عنده، الأمر الذي يؤدي إلى البدانة
وأيضا من الأسباب التي تؤدي إلى البدانة، العادات الغذائية غير صحية مثل الإفراط في تناول الحلوى بما تحتويه عادة من كميات كبيرة من الدهون والسكريات، تناول الطعام بين الوجبات الرئيسية، الإكثار من شرب العصائر المحلاة والمشروبات الغازية، ومن العادات الضارة التي شاعت مؤخرا تناول الطعام أثناء الجلوس لساعات طويلة أمام أجهزة التلفزيون ويصاحب ذلك تناول كميات كبيرة من المسليات (كاللب، والفول السوداني، والمكسرات) وهي مواد تحتوي على سعرات حرارية عالية وهي من السلوكيات الخاطئة لتشجيع الطفل ومكافأته فيقترن لديه الطعام بالشعور بالرضا والسعادة.
وتنتشر البدانة بين الفئات المرتفعة الدخل، نتيجة لتوافر الطعام وتنوعه وتأثير وسائل الدعاية وضعف المجهود العضلي، وبينما تصيب أيضا العديد من الأشخاص في طبقات المجتمع الفقيرة لاعتمادها في غذائها بصورة أساسية على المواد الكربوهيدراتية الزهيدة السعر
الوقاية من البدانة لدى الأطفال
• التوعية الغذائية ومنها الاعتياد على تناول غذاء متوازن وكافي، وعدم الإسراف في تناول الدهون والسكريات، وتجنب تناول الطعام بين الوجبات والإكثار من الخضروات الطازجة والسلطات التي تحتوي على سعرات حرارية منخفضة، بينما يؤدي كبر حجمها إلى شعور بالشبع.
• تشجيع مزاولة الرياضة بصورة منتظمة لحرق السعرات الزائدة.
• تشجيع الرضاعة الطبيعية، حيث يحتوي لبن الأم على كميات متوازنة من المواد الغذائية والسعرات الحرارية والتمهل في إدخال الأطعمة الصلبة، وتشجيع الأمهات على تقديم الطعام للطفل فقط عند شعوره بالجوع، وليس كوسيلة لتهدئة الطفل، وتجنب استخدام الطعام بصورة متكررة كوسيلة لتشجيع الطفل ومكافئته
علاج البدانة لدى الأطفال
يهدف العلاج إلى تقليل السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان وفي الوقت نفسه استهلاك كمية أكبر من الطاقة فيحتاج الجسم إلى استخدام الدهون المختزنة.
التنظيم الغذائي :
عن طريق تناول وجبات منخفضة السعرات الحرارية بصورة متناسبة مع السن والجنس ودرجة البدانة وطبيعة العمل، ويراعي تقليل كميات الدهون والسكريات وزيادة كمية الخضروات الطازجة والسلطات.
ممارسة الرياضة المناسبة:
على أن يتم ذلك بصورة منتظمة وتلعب الرياضة دورا حيويا في التخلص من الوزن الزائد، فالمشي السريع يستهلك حوالي 250 سعر حراري في الساعة.
التشجيع والدعم المعنوي والعلاج النفسي:
تتسم الفترات الأولى من محاولات إنقاص الوزن بصعوبات ملحوظة في التغلب على الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام، لهذا يحتاج الشخص البدين إلى تشجيع ودعم المحيطين به خلال هذه الفترة، وتدريجيا يبدأ الوزن في الانخفاض بصورة ملحوظة فيزداد الحماس للاستمرار، وإذا كانت البدانة مظهر لوجود اضطرابات نفسية فإن علاج الاضطرابات أساسي لاستعادة الوزن المثالي
التعامل مع الطفل السمين لتحسين حالته النفسية:
أن تساعديه على تخطّي ما يصادفه من متاعب مع زملائه.
قلة الشعور بالسعادة قد تكون سبب في بعض الحالات ويحدث ذلك حوالي سن السابعة، أي في المرحلة التي يبدأ الولد خلالها استقلاله العاطفي عن والدية فإذا لم يتمكن من إنشاء علاقات ودية مع غيرة من الأولاد، يغمره شعور بالعزلة، فينصرف إلى الحلوى وغير ذلك من الأطعمة الدسمة، كبديل عن الصداقة لذلك يجب على الأم مراعاة نفسية الطفل وأن تحاول أن تدله على أساليب جديدة لكسب الأصدقاء كإلقاء السلام عند دخوله الفصل وعند المرور بالآخرين والابتسامة للآخرين فربما خجل الطفل من الآخرين يجعله يصد عنهم وبذلك يصدون عنه .
أن ترسخ الأم في مفهوم الطفل أن السمنة ليست نقصا في ذاته عن الآخرين بل هي مرحلة ويمكن التغلب علية مع مراعاة تنبيهه بأنه لا ينبغي الرضا عن وزن الطفل السمين بل ينبغي تعديل نظامه الغذائي في الحال .
هذا الموضوع منقول من
النهدي للعناية
الصحية